مصر ام الدنيا .. ام العرب .. الحاضنه .. الشقيقة الكبرى ...كم من المسميات التي تشكل كل واحدة منها وساما يعلقة كل عربي داخل قلبه لمصر وليس لسواها ..
من العربي الذي لم ينله شيىء من خير مصر ..
من لم يدرس في مدارسها فلاشك ان معلمه في مرحلة ما من حياته الدراسية كان مصريا ..
ومن لم يسعفه الحظ للدراسة على يد استاذ مصري .. فلا بد انه تعالج يوما على يد طبيب مصري ..
ومن لم يسعفة هذا وذاك لا بد ان يكون قد قرا شيئا لنجيب محفوظ .. او توفيق الحكيم .. او يوسف ادريس .. او هيكل ... او .. او .. مئات ومئات من المفكرين والأدباء الذين شكلوا خلال القرن الماضي على الأقل روح المنطقة العربيه ووعيها وعقلها ..
من منا ليس فيه مضغة من مصر ..ومن منا لا يحمل في الوعي او الاوعي قبسا من نورها .
كم مرة قلتها لنفسي .. او همست بها لغيري (تعيشي يا مصر) عندما اجد ما حولها من مجتمعات عربيه يطلقون على العربي مسمى اجنبي ..لقد عشت في مصر سنوات لم اسمع ابدا ولو مرة واحدة من يطلق هذا المسمى القبيح على اي عربي حتى في احلك ساعات الغضب او العتب من العرب تجاه مصر .. او من مصر تجاه العرب ..
وكم مرة قلتها لنفسي او همست بها لغيري ( تعيشي يا مصر ) عندما ارى عربا اتخمت بطونهم بعائدات البترول ويتغنون صبح مساء بعروبتهم .. ثم تقصر عقولهم عن ادراك ان اكبر اساءة لتلك العروبه ان يتركوا اجيالا من شباب العرب الذين يعيشون بين ظهرانيهم من غير تعليم بحجة ان جامعاتهم لا يدخلها الأجانب .. ليتهم تعلموا من مصر ذات الإمكانيات الشحيحه والمحدودة كيف فتحت جامعاتها ومعاهدها بغير حدود او مقابل أو منّ .. ليس للعرب فقط بل لكل شباب المجتمعات الإسلاميه والعربيه والأفريقية لأنها تؤمن ان نور المعرفة ليس فقط حق لكل من يسعى اليه .. لكنه ايضا واجب على كل من يقدر على ابقاء شعلته مضيئة متوهجه .
هذه هي مصر كما نعرفها في عقل ووجدان كل عربي ..
فهل ياترى ما اقترفته نقابة الممثلين المصريين ينتمي الى مصر كما عرفناها وكما ستعرفها اجيال واجيال قادمة من شباب العرب ؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد اصدرت هذه النقابة قرارا بانه لن يكون بامكان اي فنان عربي العمل في اكثر من عمل مصري واحد سواء سينمائي او تلفزيوني خلال العام .. كما لن يتمكن اكثر من اثنين فقط من الفنانين العرب في العمل معا في عمل فني واحد .
هذا القرار لا ينتمي لمصر .. كنا نقبل مثل هذا القرار لو صدر في واحدة من الدويلات او الممالك التي تفتقد الى الرؤية والثقافة والتاريخ والدور .. اما ان ياتي هذا من مصر فهذا عيب كبير في حقها ومساس في دورها الذي يفيض على ما حولها حضارة ً ووعيا وانتماءً .
الذين اصدروا او تبنوا هذا القرار لا يمكن ان يكون وعيهم قد لامس حقيقة دور مصر وتاثيرها وقوتها الناعمة (على حد تعبير استاذنا الكبير هيكل) .. هؤلاء تاثروا بما حولهم من ثقافة الممالك والدويلات الصغيرة والمتقوقعه والذين يقنعون بدور بائع في محطة بترول ياخذ مقابل ما يضخه من بترول ولا يطمع في اكثر من ذلك ..
يا هؤلاء لا تسيئوا لمصر .. واذا كان تفكيركم لا يصل الى مستوى عبقريتها فالعيب ليس فيها بل في تفكيركم ..والتغيير لا يجب ان يكون في دورها .. بل في عقولكم .
الخميس، 10 أبريل 2008
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)